Interactive Image Left Link 1 Left Link 2 Right Link

إستراتيجيات أمن الحشود في الزيارات المليونية

نشر في 2025-01-07 04:03:20
إستراتيجيات أمن الحشود في الزيارات المليونية

عُقدت الورشة العلمية في الساعة العاشرة صباحًا يوم الإثنين الموافق 11/11/ 2024 ، في مركز كربلاء للدراسات والبحوث ، على قاعة الاجتماعات الكبرى ، برئاسة السيد مدير المركز الأستاذ عبد الأمير القريشي المحترم. حيث التحديات الكبيرة التي تواجهها الأجهزة الأمنية والجهات المعنية خلال الزيارات المليونية ، خاصة خلال زيارة الأربعين ، بما في ذلك التحديات الأمنية واللوجستية المتعلقة بإدارة الحشود الضخمة تم التركيز على ضرورة التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة واستخدام التكنولوجيا الحديثة لمواجهة هذه التحديات وتحقيق الأمن والراحة للزوار.

وقد سلط الضوء السيد مدير المركز الأستاذ عبد الأمير القريشي على بعض التحديات التي واجهتها المدينة خلال زيارة الأربعينية لعام 1446 هـ -2024 م ، خاصة فيما يتعلق بتنسيق القطاعات الأمنية. كما تعلمون ، لا توجد مدينة في العالم تستقبل أكثر من 20 مليون زائر في فترة زمنية قصيرة ، ومع هذا الحجم الهائل من الحشود ، تبرز العديد من التحديات التي تتعلق بالتنظيم والأمن.

رغم هذه التحديات ، تم اتخاذ بعض الإجراءات التصحيحية التي ساعدت في الحد من المخاطر المحتملة ، تم نشر بعض القوات المشتركة في المناطق الحساسة مثل "فريحة" و"جسر الضريبة" ، مما أسهم في تعزيز الأمن والسيطرة على الوضع ، ورغم وقوع بعض الحوادث ، سواء كانت صغيرة أو كبيرة ، كانت الأمور تحت السيطرة إلى حد كبير، بفضل التعاون المتزايد بين القطاعات الأمنية وتحسن التنسيق تدريجيًا.

الرسالة التي تم إيصالها إلى العالم في تلك اللحظات كانت واضحة: "العراق بلد آمن ومستقر". لكن هذا الاستقرار لم يكن ليتحقق لولا الجهود المستمرة في التنسيق بين القطاعات الأمنية. ومن خلال المتابعة المستمرة للأوضاع ، لاحظت أن القوات الأمنية في كربلاء تمتلك كفاءة عالية ومرونة في التعامل مع الأزمات  ولديهم القدرة على تحديد مكامن القوة والضعف بشكل دقيق ، مما ساعد في الحفاظ على استقرار المدينة.

ومع ذلك ، تظل هناك تحديات مستمرة تتعلق بتعزيز التنسيق بين القطاعات الأمنية في مختلف المدن العراقية ، والعمل على رفع مستوى الخبرات الأمنية والتعاون المشترك بين هذه القطاعات. فالعراق اليوم بحاجة إلى جهاز أمني متطور وذي كفاءة عالية ، قادر على التنسيق بين جميع القطاعات لضمان استمرار الاستقرار في البلاد. وأكد الأستاذ القريشي أن العراق قد قطع أشواطًا كبيرة نحو استعادة الاستقرار والأمان، ولكن لا يزال أمامنا الكثير من العمل لضمان أن تستمر هذه الجهود في تحقيق النجاح المطلوب.

وقال اللواء الركن عبد الأمير فنجان : إن من المهم التركيز على أهمية الحفاظ على أمن الزوار، موضحًا أن هذا الموضوع يعتبر من القضايا الكبيرة والمعقدة التي تشمل عدة قطاعات أمنية وعسكرية يجب أن تتكامل معًا لضمان النجاح في إدارة الأمن. في البداية، في عام 2004، كانت الاوضاع أكثر تعقيدًا بسبب غياب مؤسسة عسكرية أو أمنية واضحة حينها، كانت القطاعات العسكرية موزعة على مستوى المحافظات ، مما ساهم في عدم التنسيق الفعال وكان الوضع يشمل تحركات عسكرية احترازية مثل القطعات العسكرية البسيطة أو الترتيبات الخاصة بتفويج الزوار أو تغطية بعض المناطق في تلك الفترة ، لم تكن هناك آليات فعالة لمواجهة التحديات الأمنية بشكل منهجي ، لا سيما في مواجهة الإرهابيين والمتطرفين ومع تصاعد ظاهرة الإرهاب ، أصبحت التجمعات الكبيرة للزوار هدفًا رئيسيًا للعناصر المتطرفة. هذه التحديات استدعت ضرورة إعادة النظر في الخطط الأمنية وتطويرها بما يتناسب مع الوضع المستجد. وبدأ تنفيذ الخطط الأمنية بشكل مركزي منذ عام 2003

وقال الدكتور محمد عباس اللامي مدير مديرية مكافحة التطرف -الأمن الوطني أن الزيارة الأربعينية تعتبر من أكبر التجمعات البشرية في العالم ، حيث يتوافد الملايين من الزوار إلى مدينة كربلاء المقدسة. في عام 2024 ، وصل عدد الزوار إلى 21,480,525، وهو رقم ضخم يتطلب تخطيطًا وتنفيذًا متكاملًا من عدة مؤسسات لتلبية احتياجات الزوار، مثل الرعاية الصحية، النقل، الغذاء، والخدمات الأخرى، بالإضافة إلى مراعاة البُعد الروحي والديني لهذه الزيارة كما أكد على أهمية التنسيق بين مختلف الجهات المعنية لتحقيق النجاح في تنفيذ الخطط المتعلقة بالزيارة ،  يتطلب الأمر رصد الأمور ، وتنظيم الجوانب الأمنية والاستخبارية. في هذا السياق ، أشار إلى أهمية استقطاب الدبلوماسيين، الباحثين، ورجال الأعمال ، الذين يشاركون في الفعاليات المختلفة، كمثال على التنسيق الفعال، ذكر تجربة "موكب حب الحسين الدولي" الذي كان يهدف إلى جذب الشخصيات الثقافية الأوروبية من مختلف الديانات والمجالات، مثل الهندوسية والمسيحية ، بالإضافة إلى المخرجين السينمائيين. وأشار أيضًا إلى ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في مراقبة الحشود ، مؤكدًا على أهمية إجراء تحقيقات أمنية واستخبارية قبل منح التصاريح للمواكب ، حيث يمكن لكل موكب أن يحصل على بطاقة استخبارية تتضمن معلومات قبل شهر من الزيارة.

القرارات والتوصيات

  • العمل على رفع مستوى التنسيق المشترك بين كافة الأجهزة الأمنية المعنية بإدارة وامن الحشود المليونية ومن خلال زيادة فعالية الإدارة الأمنية المركزية الموحدة .
  • تعزيز استخدام التكنلوجيا لتطوير شبكة كاميرات المراقبة والطائرات المسيرة في الأماكن الحيوية ، وتوسيع نطاق الاستشعار عن بعد لضمان مراقبة شاملة وفعالة.
  • ضرورة إعادة النظر في الخطط اللوجستية المتعلقة بالنقل والإسعاف خلال الزيارة، مع تحسين تنظيم السير لتقليل الازدحام والتكدس وتؤكد هنا على تحديد مسار للطوارئ معلوم للجميع والعمل على ديمومة انفتاحه .
  • تعزيز دور وزارة الثقافة والسياحة والآثار في تنظيم وتنسيق الزيارة ، وتأمين المناطق السياحية.
  • إخضاع كوادر الأجهزة الأمنية على اختلاف مستوياتها ومهامها المكلفة بها للتدريب والتأهيل على التعامل مع إدارة وامن الحشود المليونية وبالذات مايقع تحت مسمى الازمة او الاحدات الطارئة والعمل على اسناد هذه الأجهزة بالعمل التطوعي بعد اخضاعه الى دراسة مكثفة تأخذ كافة التحديات التي تحيط به .
  • تشجيع المجتمع المحلي على المشاركة في تنظيم الزيارة من خلال تدريبهم على كيفية مساعدة الأجهزة الأمنية وتنسيق العمل بينهم.