Interactive Image Left Link 1 Left Link 2 Right Link

حوار مع مستشرق امريكي

نشر في 2024-10-15 04:41:15
حوار مع مستشرق امريكي

قابلت أحدى الصحفيات العاملات في مركز كربلاء للبحوث و الدراسات أحد المستشرقين الأجانب الباحث العلمي و الدارس في مجال الفلسفة الإسلامية و أستاذ احكام الفقه و الشريعة الإسلامية في مدرسة العلوم الإسلامية و أصول الدين  بمدينة أورلاندو ولاية فلوريدا الأستاذ شاندلر كوبر. و الذي عبر في لقائنا معه عن مدى سعادته و امتنانه لدخوله الدين الإسلامي و التشيع حيث تعرف على الدين الإسلامي و المذهب الشيعي قبل اربع سنوات حين كان طالباً في قسم الفلسفة بجامعة بفلوريدا فلتقى خلالها بعدة طلبه من المسلمين الشيعة والذين حدثوه عن دينهم و مذهبهم ودعوه لزيارة المسجد و الحسينية الخاصة بالطائفة الشيعية بمدينة أورلاندو والذي كما يقول ولحسن الحظ كان بالقرب من منزله مما دعاه لزيارة المسجد بشكل يومي لتعرف على عادات و شروط هذا الدين الجديد. تم بعدها تكليف السيد كوبر بكتابة بحث عن الفلسفة الإسلامية خلا فترة الحجر الصحي اثناء تفشي فيروس كورونا في سنة 2٠٢٠، و كانت تلك فرصة ذهبية كما وصفها السيد كوبر للأختلاء بنفسه و مراجعة ذاته. تعرف خلالها على الدين الإسلامي و المذهب الشيعي كما يجب، وقرأ اكبر عدد ممكن من كتب الفلاسفة المسلمين على رأسهم ابن خلدون و الفارابي و ابن سينا و كذلك أبرز فلاسفة الشيعة كالفيض الكاشاني والعلامة الطباطبائي و أحمد بن زين الدين الأحسائي. فكان للفلسفة الإسلامية الشيعية تأثيرها الكبير عليه الذي دعاه لتغيير دينه فأسلم و تشيع، وقضى 5 سنوات من حياته اي منذ اسلامه بتعلم احكام الشريعة و الفقه الإسلامي و أصول الدين و الفلسفة الإسلامية و اللغة العربية حتى صار مدرس في أحد المدارس التي تدرس العلوم الإسلامية للنشأ الصغار من المسلمين ليحافظوا على هويتهم الإسلامية و الشيعية داخل البلاد الغربية. و ذكر الأستاذ كوبر والذي يعمل حالياً في مجال الصحة في أحدى المستشفيات المعروفة بولاية فلوريدا فضلاً عن عمله أستاذ للعلوم الإسلامية في المدرسة أنفة الذكر و باحثاً و دارساً في العلوم الفلسفية و لاسيما الفلسفة الإسلامية، بأن ولاية فلوريدا الأميركية تنعم بمجتمع إسلامي زاهر قوي و متراص البنيان أبنائه من كافة الجاليات المسلمة يحيون الشعائر الإسلامية كما يجب و بأستمرار كالأعياد الدينية مثل عيد الأضحى المبارك و عيد الفطر المبارك وعيد الغدير المبارك المولد النبوي الشريف و ولادات الأئمة المعصومين وكذلك وفياتهم و ذكرى إستشهادهم و بالطبع لا تخلو المدينة من مراسيم عاشوراء و شهري محرم الحرام و صفر. هذا وذكر الأستاذ كوبر ان الحي الذي يسكن فيه وحده يضم خمسة مساجد و حسينية كما ويضم محال تجارية ومطاعم إسلامية توفر الطعام الحلال للمسلمين و إحتياجاتهم على مدار السنة.  و حين سألناه عن أحب الشخصيات الإسلامية لقلبه أجاب أنه يحب و يقدر كل الشخصيات الإسلامية وكل أهل البيت (ع)، " لكن تبقى شخصية الرسول الأكرم محمد (ص) هي المفضلة لدي. قال الله تعالى (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) سورة الأحزاب، الآية 21بالتأكيد هو مثلي الأعلى" . وقد سألناه كيف أثر إسلامه على حياته الخاصة  فأجابنا أن حياته قد تغيرت نحو الأفضل منذ أن دخل الإسلام رغم ان عائلته لا تزال من العوائل المسيحية البروتستانتية  المتزمته   و قد تخلى الكثير من أفراد عائلتي و أصدقائي القدامى عني وكان يظنون انه مجرد هوس مؤقت وسيزول و خاصة اني كنت مسيحياً ملتزماً من قبل، إلا إن الله يهدي من يشاء. و برغم المضايقات التي اتعرض لها من بعض الأشخاص العنصريين، إلا إن الله قد رزقني بصحبة خيرة من الأصدقاء المسلمين الذين وقفوا بجنابي و صاروا اخوان لي في الدين. و حين سألناه عن التغيير الذي أحسه ذهنياً و روحياً بعد إسلامه وعن الأثر الروحي له، فذكر لنا انه بعد بدأه بممارسة العبادات كصيام شهر رمضان وقراءة القرآن و أحياء شعائر شهر محرم  الحرام وعاشوراء. أصبح أكثر هدوءً وراحة في التعامل مع الآخرين ومع صعوبات الحياة، وفي الماضي كان سريع التأثر و الغضب، لكنه تعلم الصبر والتأني، وتعلم ان التفكير جيداً قبل قول و تلفظ أي كلمة، أضاف أنه "تغيرت شخصيتي بشكل كبير نحو الأفضل، أصبحت أكثر ألفة و اختلاطاً بالناس، وزادت ثقتي بنفسي. لا شيء يخيفني بعد الآن إلا الله. بدأت أفكر مليًا في تصرفاتي قبل فعل او قول أي شيء خوفًا من الوقوع في الحرام" . و صرح الأستاذ شاندلر عن رغبته في زيارة المراقد المقدسة في العراق و سوريا و مكة ولاسيما كربلاء التي يتوق قلبي شوقاً لزيارة تربتها الطاهرة. و قد طلبنا منه ان يوجه كلمة للشباب المسلم و الموالي في مجتمعاتنا العربية والإسلامية فقال السيد كوبر : "أعتقد أن الشباب المسلم  شباب واعي و مثقف للغاية، لذا فأنا لست في مكانة تسمح لي بإسداء النصائح ، إنما هو مجرد تذكير. آمل أن يتذكروا دائمًا أنهم محظوظون جدًا لأنهم ولدوا على الطريق الصحيح. أرجو أن يتذكروا نعم الله عليهم حتى لا ينسوا أن يشكروه. أعلم أننا نعيش في وقت يصعب فيه على المرئ الثبات على مبادئه، خاصة بالنسبة للشباب فكيف يصمدون وسط كل هذه الفتن؟ ولكن تذكروا أن ديننا وما نحن عليه يستحق منا الثبات والتضحية"  وفي نهاية اللقاء وجه السيد كوبر رسالة لصاحب العصر و الزمان والذي يعتبره القائد الروحي للأمة : "أنا من تابعيك سيدي، ويشرفني ذلك. أعلم أن الله اختارني لأكون من الذين يؤمنون بك وينتظرونك. سأنتظرك وسأعمل على كل ما يجعلني لائقًا لخدمتك وطاعتك. ما أطلبه من الإمام المهدي (عج) هو السماح لي برؤيته والتعرف عليه ولو لمرة واحدة قبل أن أغادر هذه الحياة"

كلمة شكر قدمها الأستاذ شاندلر للمركز:

في نهاية لقائنا، أود أن أشكر الأخت آمنه على اللقاء و أن أشكر مركز كربلاء للبحوث و الدراسات جزاكم الله خيراً على كل ما تقدمونه مع تمنياتنا لكم بالتوفيق الدائم.