برغم هجرتها وزوجها من العراق قبل نحو ثلاثين عاماً ، دأبت أم حسين (53 عاماً) على المشاركة في زيارة الأربعين في كربلاء . السنوات الخمس الفائتة منعتها ظروف عملها وتقييد السفر بفعل جائحة كورونا من تأدية هذا الطقس الديني الهام لدى الشيعة . لكن الفرصة أتيحت إليها مرة أخرى هذه السنة ، فكانت رحلتها الطويلة الشاقة من الدنمارك إلى السويد ، ثم ترانزيت في مصر ومنها إلى العراق حيث سارت يومين متواصلين حتى بلغت ضريح الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ، ثالث أئمة الشيعة.
تخبر أم حسين رصيف 22 بأن أولادها "يبكون حزناً" لعدم استطاعتهم المشاركة في الزيارة هذه السنة لارتباطات العمل والتعليم . أما زوجها ، فسبقها إلى العراق قبل نحو شهرٍ ليعيش الأجواء كاملةً .
التحقت بأم حسين في الرحلة من القاهرة ، شابة هولندية متزوجة من عراقي أسلمت حديثاً اتجهت لزيارة الأربعين للمرة الأولى وبمفردها . وخلال المسير في كربلاء ، تعرفت إلى أشخاص جاؤوا من كندا وأمريكا وبريطانيا ودول أخرى "حباً في الحسين".
تلقت معدة التقرير دعوة من هيئة الإعلام والاتصالات العراقية لحضور الزيارة الأربعينية ضمن وفد من الصحافيين والمؤثرين العرب ، لمواكبة الاهتمام الشعبي والحكومي بزائري/ات الحسين . خلال الرحلة من القاهرة للعراق ، تعرّفنا على أم حسين التي تحدثت عن شغفها بالزيارة التي تقول إنها في كل مرة تحضرها تشعر بـ"مشاعر أقوى وروحانيات أكثر من الزيارة السابقة لها".
وعلى نفس الرحلة ، قابلنا الشابة العراقية مريم (23 عاماً) التي جاءت من بريطانيا حيث تقيم وتدرس لأجل الزيارة رفقة والدتها ميسون المقيمة في السويد . تقول مريم إن الزيارة بالنسبة لها حدث عظيم يجعلها تفيض بالروحانيات و"مشاعر الفخر بكونها مسلمة". وتضيف أنها تنتظر هذا الحدث كل عام وتعتبر نفسها من المحظوظين بأن "الحسين دعاها" لزيارته .
* رصيف 22 صحيفة مصرية تقدم تقريراً عن زائرة التحقت بالركب الحسيني في الزيارة الاربعينية 1446 هـ اقرأ هنا