عُقدت الورشة العلمية يوم الإثنين الموافق 14 /10/ 2024، في مركز كربلاء للدراسات والبحوث تأتي هذه الورشة في إطار الجهود المستمرة لتحليل التحديات اللوجستية التي تواجه نقل الزوار خلال زيارة الأربعين ، والتي تُعد واحدة من أكبر الزيارات المليونية في العالم ، يتوافد الملايين من الزوار من مختلف المحافظات العراقية ودول أخرى ، مما يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتنسيقًا عاليًا لتوفير وسائل النقل المناسبة لتفوج الزوار بعد انتهاء الزيارة الاربعينية.
افتتح الأستاذ عبد الأمير القريشي، مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث، الورشة بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن امتنانه للحضور الكريم، الذي شمل مجموعة من الشخصيات البارزة، بما في ذلك أعضاء مجلس النواب، وممثلين عن الحكومة المحلية، والجهات التنفيذية المختلفة، وأكد الأستاذ عبد الأمير القريشي على أهمية زيارة الأربعين في تعزيز الروابط الإنسانية والاجتماعية بين الزوار، مشيرًا إلى أن التحديات المتعلقة بالنقل تُعد من القضايا الحيوية التي تحتاج إلى اهتمام خاص.
مشيرًا إلى أهمية التعاون بين جميع الجهات المعنية في هذا المجال وتم تحديد الأهداف الرئيسية للورشة ، والتي تشمل:
تسليط الضوء على التحديات اللوجستية : تحليل واقع النقل خلال زيارة الأربعين، وبيان الصعوبات التي يواجها الزوار.
مناقشة الحلول الممكنة: تقديم مقترحات علمية وعملية من المشاركين، وتبادل الآراء حول كيفية تحسين إدارة النقل.
تعزيز التعاون: بناء علاقات تعاون بين الجهات المختلفة المعنية بالنقل، من خلال إنشاء آليات تنسيق فعالة
المحاور الرئيسية للنقاش
تناولت الورشة عدة محاور رئيسية، وشارك فيها مجموعة من المتحدثين الذين قدموا رؤى وتحليلات قيمة كالتالي:
o المتحدث: عضو مجلس النواب زهير الفتلاوي: بدأ حديثه بالإشارة إلى الأهمية الاستراتيجية للطرق المؤدية إلى كربلاء، وخصوصًا محاور (بابل-كربلاء، نجف-كربلاء، بغداد-كربلاء) وقد تحدث عن الزخم الكبير في أعداد الزوار، مؤكدًا ضرورة زيادة عدد الباصات المتاحة لتلبية الطلب المتزايد، حيث تم توفير 500 باص طابق واحد و200 باص طابقين لهذا العام كما أشار إلى الجهود التي بذلتها الحكومة المحلية لتوفير ساحات كافية لاستيعاب المركبات، مثل ساحة باب طويريج وساحة سيد جودة.
o المتحدثة: الدكتورة غفران الشمري، أمين مجلس محافظة كربلاء ورئيسة لجنة النقل والاتصالات قدمت ايجاز تناولت الشمري التحديات التي تواجه التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة، وذكرت أهمية وجود خطة استراتيجية شاملة، وأكدت على ضرورة معرفة الزوار بمواقع تواجد الباصات والساحات الخاصة بالتفوييج من خلال البرامج واللوحات الدالة، مشيرة إلى الجهود التي تبذلها الحكومة المحلية في تحسين البنية التحتية للنقل.
o المتحدثة: عضو مجلس النواب نفوذ الموسوي، قدمت ملاحظات حول إخفاقات النقل، مشيرة إلى معاناة الزوار من أسعار النقل الخاص المرتفعة وذكرت أن بعض السائقين يستغلون الزوار، مما يتطلب اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع الاستغلال من قبل الجهات المعنية كما اقترحت تنظيم حملة توعية قبل الزيارة لتوضيح مواقع تواجد الباصات.
o المتحدث: الخبير السياحي والأكاديمي الدكتور عمار الياسري، تحدث عن ضرورة توفير وسائل الراحة للزوار، مشيرًا إلى أن وضعهم على الحدود العراقية كان غير مريح بسبب عدم وجود مرافق خدمية كافية اقترح تخصيص مالي من إيرادات السياحة لتحسين الخدمات المقدمة في مدينة كربلاء المقدسة.
بعد تقديم المداخلات من المتحدثين، بدأت جلسة مناقشة مفتوحة، حيث تبادل المشاركون آرائهم حول التحديات الحالية والمقترحات للحلول، كان النقاش غنيًا ومثمرًا، حيث تم تناول العديد من الأفكار والرؤى التي تعكس واقع النقل خلال زيارة الأربعين:
· تفعيل تكنولوجيا المعلومات: تم اقتراح استخدام تكنولوجيا المعلومات في إدارة الحشود، من خلال تطبيقات هواتف ذكية تساعد الزوار في معرفة مواقع الباصات والطرق البديلة، مما يساهم في تقليل الازدحام ويجعل تجربة الزيارة أكثر سلاسة.
· إنشاء هيئة تنسيقية: اقترح المشاركون إنشاء هيئة تنسيقية تضم جميع الجهات المعنية بالنقل، مما يسهل التنسيق ويعزز التعاون بين الحكومة المحلية والجهات الأمنية والخدمية يمكن أن تكون هذه الهيئة مسؤولة عن تطوير استراتيجيات النقل وإدارة الحشود.
· تحسين البنية التحتية: تم التأكيد على ضرورة تطوير البنية التحتية للنقل، بما في ذلك الطرق والساحات المخصصة لتقليل الازدحام، خاصة في الأوقات الحرجة اتخاذ تدابير عاجلة لتحسين الطرق المؤدية إلى كربلاء، وتحسين خدمات النقل الداخلي.
· تعزيز الوعي العام: تمت مناقشة ضرورة زيادة الوعي بين الزوار حول أهمية اتباع التعليمات المتعلقة بالنقل، وكيفية استخدام الخدمات المتاحة بشكل صحيح يمكن تحقيق ذلك من خلال حملات توعية إعلامية.
التوصيات
1. توفير ممرات خاصة: ضرورة إنشاء ممرات سالكة مخصصة لحركة عجلات الطوارئ ، مثل سيارات الإسعاف والدفاع المدني والأجهزة الأمنية، داخل المدينة القديمة والأحياء المجاورة، مع تحديد هذه الممرات مسبقًا وتوفير معلومات دقيقة عنها للزوار.
2. تنظيم حركة الشاحنات: اتخاذ إجراءات فعالة لمنع توقف الشاحنات الكبيرة الخاصة بالمواكب الحسينية وباصات النقل العام في الطرق الحيوية خلال أوقات الذروة، مما يسهل حركة الطوارئ ويضمن استجابة سريعة أثناء الزيارة الأربعينية المباركة.
3.التعاون مع هيئة المواكب الحسينية: العمل على تحديد أماكن المواكب الحسينية داخل المدينة حيث يمكن جعل المواكب من بغداد وضعها على جهة الطرق المؤدية الى بغداد وكذا بقية الجهات، مما يسهم في تنظيم حركة الزوار.
4. تطوير تطبيقات إلكترونية: تحسين أو تطوير التطبيقات الإلكترونية التي توضح المسارات الخاصة بحركة الزوار في المدينة المقدسة، مما يسهل على الزوار الاطلاع عليها والامتثال لها.
5. إقامة لوحات دلالة: تزويد المسارات في المدينة القديمة بلوحات دلالة واضحة تشير إلى الاتجاهات والمواقع، مما يسهل حركة الزوار ويساعد في تقليل الازدحام وكذلك عمل دليل يتضمن تواجد مواقع السيارات الخاصة بنقل الزائرين في الأماكن المخصصة لها وتوزيعها بشكل مكثف على الزائرين وخصوصاً الزائر الذي يفتقر لاستخدام التكنلوجيا الحديثة المتمثلة بالتطبيقات الالكترونية.
6. تعزيز التعاون: تفعيل التنسيق والتواصل بين مكتب النواب والإدارة المحلية ومركز كربلاء للدراسات والبحوث لتشخيص المعوقات واقتراح الحلول، مما يتطلب تنسيقًا مستمرًا بين جميع الأطراف المعنية.
7. تشكيل لجنة تنسيقية: إنشاء لجنة مركزية مختصة بإدارة ملف النقل خلال الزيارة الأربعينية، ترتبط بالسيد المحافظ، لتنسيق الجهود وتعزيز الفعالية في إدارة النقل، بحيث تضم هذه اللجنة ممثلين عن جميع الجهات المعنية.
8. تنظيم ورش تدريبية: إقامة ورش في وقت مبكر قبل الزيارة الاربعينية لموظفي ومتطوعي الجهات المعنية (دوائر النقل الخاص والعام) لتحسين كفاءتهم في إدارة الحشود والنقل خلال الزيارة.
9. استغلال الجهد التطوعي: ضرورة تسخير الجهد التطوعي وإيجاد الوسائل والقنوات الفعالة للاستفادة من الطاقات الشبابية، خصوصًا من هيئات المواكب الحسينية والثانويات والجامعات، لدعم جهود النقل وتحسين الخدمات المقدمة للزوار.
10. إجراء دراسات ميدانية: القيام بدراسات ميدانية بالتعاون مع الحكومة المحلية والمركز لتقييم واقع النقل والاحتياجات الفعلية للزوار خلال الزيارة الأربعينية، مما يسهل وضع خطط مستقبلية فعالة.
11.الاستغناء عن شاحنات الحمل: النظر في إمكانية تقليص استخدام شاحنات الحمل في نقل الزوار خارج المدينة المقدسة، نظرًا لمظهرها غير الحضاري، خاصة أن الزيارة القادمة ستشهد أجواءً أكثر حرارة من هذا العام الامر الذي يؤثر بشكل مباشر على الزوار.
12. منع دخول السيارات الخاصة فرض قيود على دخول السيارات ذات السعة 7 ركاب والسيارات الصغيرة (4 ركاب) بالإضافة إلى الدراجات النارية والدراجات الثلاثية الإطار، بهدف تقليل الاكتظاظ وإغلاق الطرق، والاكتفاء باستخدام الباصات الكبيرة والصغيرة لتأمين حركة سلسة داخل الطرق والشوار الرئيسية في المدينة.